حرائق إسرائيل وشماتة العرب- نظرة في الأخلاق والدين
المؤلف: عزيزة المانع08.06.2025

منذ الأربعاء الفائت، وإسرائيل تواجه أزمة عصيبة تتمثل في اندلاع نيران هائلة في خمسة عشر بقعة متفرقة، خاصة في المناطق المكتظة بالأشجار والغابات غربي مدينة القدس. سرعان ما امتدت ألسنة اللهب لتصل إلى حيفا، مما أجبر الحكومة على إخلاء قسري لآلاف السكان المذعورين. أسفرت هذه الكارثة عن خسائر فادحة في الممتلكات، حيث أتى الحريق على المئات من المنازل والمركبات، لكن لم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية حتى الآن.
أمام هذا الوضع الملح، وجدت الحكومة الإسرائيلية نفسها في موقف لا تحسد عليه، وعاجزة عن السيطرة على الحريق بمفردها. سارعت بطلب العون والمساعدة من الدول الصديقة، فوجهت نداءات استغاثة إلى روسيا، واليونان، وكرواتيا، وتركيا، وقبرص، وإيطاليا، وفرنسا. وقد بدأت بالفعل قوافل المساعدات تتقاطر عليها، بهدف الإسراع في عمليات إخماد النيران المستعرة.
في الجانب الآخر من العالم العربي، ما إن انتشر خبر الحرائق المشتعلة في إسرائيل، حتى انشغل الناس بتتبع تطوراتها. ليس لأن اندلاع الحرائق في الغابات والأحراش أمر مستغرب، بل لأن بعض المتابعين العرب رأوا في هذه النيران عقاباً إلهياً لإسرائيل، وثأراً ربانياً عادلاً على أفعالها المستمرة في الظلم والقهر.
عند تصفح منصات التواصل الاجتماعي العربية، يجد المرء سيلاً من التعليقات التي تعبر عن الشماتة والابتهاج، والدعوات المتضرعة إلى الله بأن يزيد من اشتعال هذه النيران، حتى لا يسلم منها أحد.
هؤلاء الشامتون بالحرائق يبررون فرحتهم بأن إسرائيل دولة ظالمة ومتغطرسة، أذاقت الشعب الفلسطيني ألواناً من العذاب والإهانة والحرمان، ويرون أن الوقت قد حان لتذوق مرارة أفعالها. يؤكدون أن الله يمهل ولا يهمل، وأن ما أصابها هو جزاء عادل من الله، جاء كرد فعل على قرار حكومتها بمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس.
لا شك أن إسرائيل دولة ظالمة ومستبدة، وهي بالفعل ما زالت تعامل الفلسطينيين بوحشية وهمجية تتنافى مع مبادئ الإنسانية والرحمة. ومع ذلك، فإن هذا لا يبرر الشماتة والفرح والابتهاج بهذه الحرائق. فالشماتة والسرور بمصائب الآخرين ليسا من تعاليم الإسلام السمحة، ولا من الأخلاق الحميدة.
إن هؤلاء الذين خطوا تعليقاتهم المليئة بالشماتة والابتهاج، قد أساءوا إلى دينهم وإلى أنفسهم. كان الأجدر بهم أن يترفعوا عن الانزلاق إلى هذا المستوى الأخلاقي المتدني، الذي لا يليق بهم كمسلمين وعرب كرام!
إن الشماتة بالمنكوبين ليست مجرد تصرف دنيء وغير لائق بالمسلم والعربي، بل إنها أيضاً تظهر المسلمين والعرب أمام العالم في صورة وحوش ضارية، تتلذذ بمعاناة الآخرين. وهذا يعزز موقف إسرائيل التي تسعى دائماً إلى تصوير نفسها كدولة متحضرة تنشد السلام والخير، وتدعي أنها تتعرض باستمرار للأذى من العرب المتخلفين الذين يسعون إلى تدميرها وإبادتها.
أمام هذا الوضع الملح، وجدت الحكومة الإسرائيلية نفسها في موقف لا تحسد عليه، وعاجزة عن السيطرة على الحريق بمفردها. سارعت بطلب العون والمساعدة من الدول الصديقة، فوجهت نداءات استغاثة إلى روسيا، واليونان، وكرواتيا، وتركيا، وقبرص، وإيطاليا، وفرنسا. وقد بدأت بالفعل قوافل المساعدات تتقاطر عليها، بهدف الإسراع في عمليات إخماد النيران المستعرة.
في الجانب الآخر من العالم العربي، ما إن انتشر خبر الحرائق المشتعلة في إسرائيل، حتى انشغل الناس بتتبع تطوراتها. ليس لأن اندلاع الحرائق في الغابات والأحراش أمر مستغرب، بل لأن بعض المتابعين العرب رأوا في هذه النيران عقاباً إلهياً لإسرائيل، وثأراً ربانياً عادلاً على أفعالها المستمرة في الظلم والقهر.
عند تصفح منصات التواصل الاجتماعي العربية، يجد المرء سيلاً من التعليقات التي تعبر عن الشماتة والابتهاج، والدعوات المتضرعة إلى الله بأن يزيد من اشتعال هذه النيران، حتى لا يسلم منها أحد.
هؤلاء الشامتون بالحرائق يبررون فرحتهم بأن إسرائيل دولة ظالمة ومتغطرسة، أذاقت الشعب الفلسطيني ألواناً من العذاب والإهانة والحرمان، ويرون أن الوقت قد حان لتذوق مرارة أفعالها. يؤكدون أن الله يمهل ولا يهمل، وأن ما أصابها هو جزاء عادل من الله، جاء كرد فعل على قرار حكومتها بمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس.
لا شك أن إسرائيل دولة ظالمة ومستبدة، وهي بالفعل ما زالت تعامل الفلسطينيين بوحشية وهمجية تتنافى مع مبادئ الإنسانية والرحمة. ومع ذلك، فإن هذا لا يبرر الشماتة والفرح والابتهاج بهذه الحرائق. فالشماتة والسرور بمصائب الآخرين ليسا من تعاليم الإسلام السمحة، ولا من الأخلاق الحميدة.
إن هؤلاء الذين خطوا تعليقاتهم المليئة بالشماتة والابتهاج، قد أساءوا إلى دينهم وإلى أنفسهم. كان الأجدر بهم أن يترفعوا عن الانزلاق إلى هذا المستوى الأخلاقي المتدني، الذي لا يليق بهم كمسلمين وعرب كرام!
إن الشماتة بالمنكوبين ليست مجرد تصرف دنيء وغير لائق بالمسلم والعربي، بل إنها أيضاً تظهر المسلمين والعرب أمام العالم في صورة وحوش ضارية، تتلذذ بمعاناة الآخرين. وهذا يعزز موقف إسرائيل التي تسعى دائماً إلى تصوير نفسها كدولة متحضرة تنشد السلام والخير، وتدعي أنها تتعرض باستمرار للأذى من العرب المتخلفين الذين يسعون إلى تدميرها وإبادتها.